estqsa الإدارة
عدد المساهمات : 15 نقاط : 45185 المستوى : 25 تاريخ التسجيل : 05/09/2011 العمر : 62
| موضوع: من هم اليهود الثلاثاء 20 سبتمبر 2011, 2:49 pm | |
| ـــــــــــــــــــــ
اليهود :
لم يكن هناك إجماع تاريخي, متفق عليه حول أصل اليهود, وإنما هناك أقوال متضاربة, وأحكام مختلفة عن هذه الطائفة التي عرفت فيما بعد باسم ( العبرانيون ), منها
الديني ومنها المدني, وبينها القديم والحديث, فكان للمؤرخين اليهود آراء وللمستشرقين المحدثين آراء أيضاً, ولكنها كلها تحول دون تكوين فكرة ثابتة واضحة عن الجذور
الأولى للطائفة اليهودية, إذ ليس ثمة مستندات حقيقية و مراجع ثابتة لتاريخ الإسرائيليين أكثر مما ذكر عنهم في صفحات (سفر التكوين) في كتاب اليهود المقدس, الذي خلا
بالطبع من الحقيقة التاريخية, والذي كان يهدف في جملة ما يهدف, وبالدرجة الأولى إلى أن يجعل لهذه الوحدة البشرية الصغيرة منزلة رفيعة بين الأمم, فأسبغ عليها مظهر
الأمة الممتازة المتفوقة, التي اصطفاها الله, وجعل منها شعبه المختار وفضلها على العالمين!.
أما تاريخ اليهود الحقيقي فيبدأ من النبي (أبرام أو إبراهيم ابن تارح) المؤسس الأول للشعب العبراني وكبير آبائه أو قضاته أو حكمائه أو أنبيائه, عندما هاجر على رأس
قبيلته من ( أور ) الكلدانيين في العراق إلى سوريا, حوالي عام 1920 ق.م وعبر بهم نهر الفرات, وأقام في الشمال, ثم انتقل إلى فلسطين حيث الكنعانيين وهم قبائل
(سامية-عربية), استوطنت هذه البقعة من الأرض, في واحدة من الموجات البشرية التي كانت تتدفق بين حين وآخر من جزيرة العرب, هذا الخزان البشري الهائل الذي
أجمع المؤرخون, أو كادوا, على أنه المصدر الحقيقي لجميع الشعوب السامية عبر التاريخ.
وواصل إبراهيم ترحاله, على رأس قبيلته, ومعه (زوجته الحسناء سارة, وابن أخيه لوط), حتى وصل إلى حدود شبه جزيرة سيناء, فاتجه قسم من هذه القبيلة شرقاً على
ساحل البحر الميت بقيادة لوط, وبقي القسم الآخر في المنطقة المعروفة اليوم باسم (بئر السبع) بقيادة إبراهيم.
وقيل إن هذه القبيلة عرفت منذ ذلك الوقت باسم العبرانيين, لأنها عبرت النهر في طريقها إلى فلسطين أو أرض كنعان, ولم يذكر التاريخ أن هناك صلة قبل ذلك بين
العبرانيين وفلسطين حتى إن التوراة, وهي كتاب اليهود المقدس, الذي حدد وجودهم ورسم أهدافهم, كان يذكر فلسطين بأنها أرض كنعان .. ولا شيء غير ذلك !
ومن هنا نجد أن سفر التكوين نفسه, كتاب اليهود المقدس, يؤكد بوضوح وجلاء, بأن فلسطين هي قبل كل شيء وأول كل شيء, كنعانية, إي أنها موطن الكنعانيين, هذه
القبائل السامية-العربية التي لم يشك مؤرخ واحد, قديماً وحديثاً في أصلها العربي.
ولليهود أسماء كثيرة, أولها كما قلنا العبريون أي الذين عبروا النهر, ثم الإسرائيليون نسبة إلى إسرائيل, أي يعقوب بن اسحق بن إبراهيم, ثم اليهود نسبة إلى يهوذا بن
يعقوب.ولاشك في أن هناك حلقة مفقودة بالنسبة للتاريخ اليهودي, لم يستطع واحد من المؤرخين إيجادها, ولم يتطرق إليها حتى سفر التكوين, وهي تعيين موطنهم الأصلي
قبل وجودهم في العراق بين الكلدانيين. وكل ما قال به المؤرخون أن هناك عنصرين مختلفين, أحدهما سومري يسكن في جنوب بابل والآخر سامي يقيم في شمالي بابل,
ويتألف من (الآشوريين والعبريين والفينيقيين والآراميين والعرب والأحباش), والمرجح أنهم نزحوا من بلاد العرب.
ويزعم اليهود أنهم جميعاً أولاد إبراهيم, وهو زعم باطل حتماً, لأن إبراهيم جاء إلى فلسطين (الكنعانية- السامية- العربية), ومعه قبيلة بأكملها, على رأسها( تارح والد
إبراهيم), ومن المرجح أن ( تارح) هذا, ليس أباً لجميع أفراد هذه القبيلة التي كانت تقيم في بابل إلى جانب عناصر أخرى وقبائل أخرى تنتمي إلى عنصرين أوليين
العنصر السومري و العنصر الآكادي أو السامي), وتتفرع عن كل منهما شعوب وقبائل… فليس طبيعياً, أن يكون إبراهيم الابن وقد هاجر معه أبوه تارح, رأساً لجميع أفراد
هذه القبيلة التي انقسمت إلى فريقين بعد وصولها إلى فلسطين الأول برئاسته هو, أي إبراهيم, والثاني برئاسة لوط ابن أخيه!
ومعنى ذلك, إن إبراهيم جاء على رأس عائلة أو أسرة أو أفراد معدودين وإنما على رأس قوم أو قبيلة, انتقلت إليه رياستها بعد وفاة أبيه تارح. كما أنه ليس هناك دليل واحد
على أن هذه القبيلة جاءت من أصل واحد أو ظهر واحد فالمعروف دينياً ومدنياً أن ( إبراهيم ) قد أنشأ فكرة التوحيد الديني على نحو خاص, وأنشأ ديانة كانت جديدة إلى حد
بعيد, واستطاع أن يجذب إليها كثيرين وكثيرين من أفراد القبائل والشعوب الأخرى, فاعتنقوها و أخذوا بها فانضموا إليه وكانوا من أتباعه.
ولم يقتصر ذلك على إبراهيم وحده, بل استمر حتى سليمان والذين بعده, وكان في كل مرة ينضم عدد كبير من القبائل والشعوب والممالك المجاورة إلى الدين اليهودي,
وبينهم رجال ونساء من ( العمونيين و الموآبيين والكنعانيين والحثيين والفلسطينيين القدماء ) وغيرهم… وفي كتاب ( المأثورات العبرية والبابلية ) للمؤرخ (( موريس
غسترو ): ( إن العبريين دخلوا أرض كنعان وامتزجت بهم عناصر أخرى كالعرب والحثيين ).
2- أصلهم :
ليس بالإمكان الاعتماد مطلقاً على دراسة (إثنوس) لليهود الحاليين من أجل معرفة أصلهم الأول. فبالرغم من الفكرة الشائعة- خطاً – بأن اليهود قد حافظوا على أنفسهم
خلال العصور وفي مختلف البيئات ؟ فإن الواقع يثبت, بجانب الأدلة التاريخية العديدة, إن اليهود لا يكونون الآن مجموعة عرقية واحدة ولا خليطاً عرقياً متجانساً وإنما هم
فرقة دينية لا أكثر.وأما الأصل الأقدم لليهود فليس لدينا من مصدر يتحدث عنهم إلا ( سفر التكوين) من التوراة وهو مصدر يهودي وباللغة العبرية لا نستطيع الركون اليه .
والمصدر إن يدل على أن أصل اليهود ( سامي) و إنهم أحد الفروع التي تفرعت عن ترك المجموعة من الشعوب التي يدعوها العلماء باسم الشعوب السامية ويربطون
بعضها مع بعض برابطة اللغة لا برابطة التشابه العرقي, واتفاق الملامح, وينسبونها إلى سام بن نوح الذي يذكر سفر التكوين أنه جد كل الشعوب.
على أن الدليل اللغوي لا يعتبر دليلاً ذا قيمة لدى علماء الاثنوس . وليس أكثر من قرينة قد تصيب وقد تخطئ, كما أنا سفر التكوين ليس بحجة تاريخية نهائية لاختلاط
الأسطورة بالواقع وقد تعمد اليهود الأقدمين إقصاء بعض الشعوب عن أن تذكر فيه لأسباب دينية وسياسية. ولهذا يظل البحث عن أصل اليهود غير مستند إلى حقيقة نهائية
دوماً ويعتمد فيه على آراء العلماء.ويقول المؤرخ اليهودي (لويس فينكلشتاين ) رئيس المؤتمر اليهودي الدائم بأمريكا الشمالية في كتابه ( اليهود, تاريخهم , دينهم, ثقافتهم )
إن الشعب اليهودي في أصله قبيلة من قبائل الجزيرة العربية.
ويؤكد المستشرق مرجيلوث (( إن أصل اليهود من بلاد اليمن, وإنهم جاءوا بلغة سبأ, كما أن العادات الاجتماعية والأخلاقية والدينية مشتركة بين سبأ و إسرائيل))
ويقول الدكتور إسرائيل ولفنستون ( أو أبو ذئب ) كما أطلق عليه الدكتور طه حسين: (( لم تكن لغة اليهود تعرف بالعبرية, وإنما باللغة الكنعانية ))
وهذه الآراء تنتهي طبعاً إلى القول بأن اليهود من أصل سامي, والرأي الغالب بين جميع الأجناس أن الجزيرة العربية هي المهد الأول لما يسمى بالعرق السامي, ومن هذه
الأرض العربية تدفقت الهجرات الأولى في التاريخ القديم, إلى بين النهرين وسوريا وفلسطين ثم إلى الحبشة ووادي النيل, والقائلون بهذا الرأي, يعمدون في جملة ما
يعتمدون, على هذا التقارب اللغوي الظاهر, مما يؤلف وحدة لغوية بين الأقوام العربية في جزيرة العرب وبين الشعوب التي استقرت في الهلال الخصيب, كالبابليين الأقدمين
والكنعانيين
فإبراهيم الذي انحدر من( بلاد مابين النهرين), حيث العنصر السامي يؤلف نصف السكان, إلى فلسطين الكنعانية- السامية- العربية, هو بالتأكيد سامي, وهو إلى ذلك, رغم
الدعوة الدينية الجديدة التي حملها معه, لم يعش غريباً في فلسطين الكنعانية, ولكن ذلك لا يعني أبداً, أن الذين يدينون بفكرته الدينية حتى الذين عاصروه, هم من ذريته, أو
قومه أو عشيرته, إذا أن كثيراً آمن من غير الساميين, كالحثيين والفلسطينيين القدماء, وقد اعتنقوا دينه وآمنوا به, فصاروا عبريين دينياً لا أصلاً.
وقد استمر توسع المجموعة اليهودي وتزايدها قائم على أساس الدين اليهود خلال مختلف العصور والأمكنة. وقد ظل باب( التهويد )مفتوحاً على مصراعيه لكل راغب في
اعتناق اليهودية يدل ذلك على وجود(حكماء وكهان) في بني إسرائيل كانوا يتحرجون ويضيقون بالداخلين الجدد ويصدونهم عن اعتناق الدين اليهودي, ومنهم الربي (شماي)
رئيس إحدى فرقتي الطائفة ( الفريسية )الإسرائيلية المعروفة, و كان شماي الذي عاش قبل ميلاد المسيح يرد الراغبين في دخول الدين اليهودي ويراه مقتصرا على اليهود
أنفسهم, بعكس الحكيم (هلل) زميله ومعاصره, الذي كان متسامحاً مع الأجانب والأغيار في اعتناقهم اليهودية .
وهكذا فإذا كان أصل اليهود الأقدمين ( سامياً ) متصلاً بالعرب وبشعوب الجزيرة العربية وإذا كان اليهود الذين يعيشون في العالم العربي منذ آلاف السنين ساميين أو عرباً,
كيهود اليمن والعراق والحجاز, لأنهم أبناء البلاد الأصليين أو هم على الأقل ممن غادروا فلسطين في الهجرة الأولى أو الثانية, فإن الأمر مختلف جداً بالنسبة لليهود الأجانب
أو الأشكنازيين الذين تهودوا في فترات زمنية لاحقة, رغم قدمها وتطاولها, ولا تربطهم بإبراهيم أو الأسباط إلا الرابطة الدينية فقط.
يقول الكاتب اليهودي المعروف ( آلفريد ليلينتال )في كتابه: ( ثمن إسرائيل )" : ((.... وقد استطاعت اليهودية, لكونها الديانة الوحيدة الموحدة في عالم وثني, أن تضم
إليها أتباعاً جدداً في بلدان جديدة, ووجدت تحقيقاً لها في البعثات التبشيرية, فقد نشر التجار اليهود دينهم شرقاً حتى الهند والصين, ونشره البعض غرباً حتى إيطاليا وفرنسا,
وهكذا تحول اليهود شيئاً فشيئاً من مجموعة عرقية إلى فرقة دينية موزعة بين بلاد العالم وقد تكثر أو تقل حسب الظروف ولا تحتاج في التدليل على ذلك غير دراسة اليهود
الأوروبيين دراسة إثنولوجية سريعة. فإن هذه الدراسة تبين أن يهود شرقي أوروبا يشبهون في رؤوسهم المستديرة وقاماتهم المربوعة وشعرهم الغامق, (الروس السلاف
الحاليين), كما أن يهود فرنسا و إنجلترا شقر الشعر زرق العيون ومن الزمرة الطويلة الرأس والقامة. وهم يختلفون اختلافاً كلياً عن يهود الهند الذين هم جزء من
( الدرافيديين ) وعن اليهود في البلاد العربية الذين لا يختلفون في ملامحهم عن العرب في كل قطر.
ـــــــــــــــــــــــ
| |
|